مدير النشر: يونس سركوح
من قلب جماعة إنشادن، التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها، برزت هذه السنة قصة إنسانية ملهمة بطلتها السيدة عائشة المرشيد، التي استطاعت أن تحصد شهادة الباكالوريا، لتكون بذلك أكبر مترشحة ناجحة على صعيد الإقليم.
لقد كرست عائشة المرشيد سنوات عمرها في تربية الأبناء ورعاية الأحفاد، واضعة أسرتها في مقدمة أولوياتها. غير أن شغفها القديم بالعلم ظل يرافقها، وإيمانها بأن طلب المعرفة لا يحده زمن ظل حاضراً في قلبها، حتى قررت أن تخوض غمار العودة إلى مقاعد الدراسة، متحدية بذلك الصورة النمطية التي تربط التعلم بمرحلة عمرية معينة.
وجاء نيلها شهادة الباكالوريا هذه السنة تتويجا لمسار طويل من الصبر والمثابرة، لتقدم من خلاله درسا بليغا في الإرادة والالتزام، وتؤكد أن الطموح الحقيقي لا تحده سنوات ولا تعرقله الظروف. فقد واجهت بوعي وثبات مختلف التحديات النفسية والاجتماعية التي عادة ما تعترض سبيل المتعلمين الكبار، مثبتة أن القلب المشتعل بالسؤال المعرفي لا تطفئه الإجابات العابرة.
وتشكل تجربة السيدة عائشة دعوة ضمنية للمجتمع من أجل إعادة النظر في تمثلاته تجاه التعليم المستمر، وفتح المجال أمام مبادرات تعليمية مرنة تراعي مختلف الأعمار، وتحفز روح التعلم مدى الحياة.
ولا يسعنا أمام هذه التجربة إلا أن نثمن عاليا مسارها النبيل، ونتمنى لها المزيد من التوفيق والتألق في محطاتها القادمة، على أمل أن تظل قصتها مشعلا يضيء دروب الآخرين، ورسالة بأن العلم متاح لكل من طرق بابه مهما تقدمت به السنون.