مدير النشر: يونس سركوح
اختتمت فعاليات الدورة الثانية للجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة في أجواء تميزت بالحيوية الفكرية والنقاشات الرصينة، مؤكدة بذلك مكانة هذا الموعد السياسي والتكويني بوصفه محطة محورية في مسار إعداد وتأهيل الأجيال الحزبية الصاعدة.
لقد جسدت هذه الجامعة الصيفية توجها استراتيجيا يروم تمكين الشباب من أدوات الفهم العميق لمختلف القضايا الوطنية والجهوية، وتعزيز قدراتهم على الانخراط الواعي والفاعل في النقاش العمومي. فقد شارك في هذه الدورة عدد وازن من الشباب والشابات القادمين من مختلف جهات المملكة، ما يعكس عمق الانتماء وروح المسؤولية لدى قواعد الحزب في مختلف ربوع الوطن.
وتمحورت أشغال الورشات والندوات حول قضايا أساسية، أبرزها العدالة المجالية، وأسس بناء الدولة الاجتماعية، إلى جانب سبل الارتقاء بآليات تمكين الشباب اقتصاديا واجتماعيا. وقد أفرزت هذه النقاشات رؤى نقدية بناءة وأفكارا عملية، تؤشر على وعي متنام لدى الشباب بأهمية مساهمتهم في بلورة الحلول والسياسات التي من شأنها الدفع بعجلة التنمية وترسيخ مبادئ العدالة والإنصاف.
وما يميز هذه التظاهرة، في نسختها الثانية، هو انتقالها من مجرد فضاء للتكوين الحزبي التقليدي إلى منصة حقيقية لتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات بين الشباب وقيادات الحزب، ضمن أجواء تفاعلية اتسمت بالجرأة في طرح الإشكالات والموضوعية في مقاربتها. الأمر الذي يعكس نضجًا سياسيًا متزايدًا لدى الجيل الجديد، وإرادة واضحة في الإسهام النوعي في بناء مغرب حديث يستجيب لتطلعات مواطنيه.
إن استمرار تنظيم مثل هذه الجامعات الصيفية يترجم قناعة الحزب بأهمية الاستثمار في الرأسمال البشري، وخصوصًا شريحته الشابة، باعتبارها الرافعة الحقيقية لأي مشروع إصلاحي تنموي. وهو ما يعزز آمالا عريضة في أن يشكل هؤلاء الشباب نواة صلبة لقيادات سياسية مستقبلية قادرة على تحمل المسؤولية والتفكير في حلول واقعية ومبدعة لمختلف التحديات التي تواجه البلاد.