محمد مسير ابغور
أفادت مصادر إعلامية إسبانية بأن حزب العمال الاشتراكي (PSOE) في منطقة مورسيا تقدّم بشكوى رسمية إلى النيابة العامة ضد خوسيه أنخيل أنتيلو، الزعيم الإقليمي لحزب «فوكس» اليميني المتطرف، بسبب ما اعتبره الحزب «تحريضًا مباشرًا على الكراهية» تجاه المهاجرين، ولا سيما المغاربة منهم.
وجاء هذا التحرّك عقب كلمة ألقاها أنتيلو خلال فعالية نظّمها حزبه في مدينة توري باتشيكو نهاية الأسبوع الماضي، تحت شعار «دافع عن نفسك ضد انعدام الأمن»، حيث عمد في خطابه إلى الربط الصريح بين الهجرة والجريمة.
وفي تصريح وصف بالتحريضي والعنصري، قال أنتيلو: «نحن لا نريد مثل هؤلاء في بلدنا. سنقوم بترحيلهم جميعًا. لن يبقى منهم أحد».
واتهم زعيم الحزب المهاجرين غير النظاميين، خصوصًا القادمين من شمال إفريقيا، بارتكاب اعتداءات ضد كبار السن والمثليين والنساء، معتبرًا أن الإسبان «سئموا من دفع ثمن هذه الهجرة التي أصبحت تهدد أمنهم اليومي».
هذه التصريحات التي وصفها الحزب الاشتراكي بأنها «مخالفة صريحة للقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان»، أثارت موجة تنديد واسعة من قبل أحزاب اليسار ومنظمات المجتمع المدني.
وأدان حزب «بوديموس» ما اعتبره «خطابًا يمهد للإعدامات خارج القانون»، في إشارة إلى مقاطع فيديو وصور تم تداولها تدعو إلى «مطاردة المهاجرين»، معلنًا في الوقت ذاته عزمه اللجوء إلى النيابة العامة لتقديم شكاوى ضد قادة «فوكس»، بمن فيهم زعيم الحزب الوطني سانتياغو أباسكال.
وفي السياق ذاته، حمّل الحزب الاشتراكي الحزب الشعبي (PP) جزءًا من المسؤولية، متهمًا إياه بـ«التواطؤ غير المباشر» مع خطاب الكراهية من خلال صمته أو تقاربه السياسي مع حزب «فوكس».
وتأتي هذه التطورات في خضم تصاعد التوترات المرتبطة بملف الهجرة، لا سيما في المناطق الفلاحية مثل إقليم مورسيا، الذي يُعد من أبرز الوجهات التي تستقطب آلاف العمال المغاربة. هؤلاء العمال، على الرغم من مساهمتهم الكبيرة في الاقتصاد المحلي، غالبًا ما يصبحون هدفًا لحملات تحريض وتشويه ممنهجة من أطراف يمينية متطرفة.
وسجّلت منطقة مورسيا في الآونة الأخيرة أعمال عنف متزايدة أعقبت مثل هذه التصريحات، وذلك في وقت تعرف فيه العلاقات المغربية الإسبانية تحسنًا ملحوظًا، ما يثير مخاوف من محاولات لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
من جهة أخرى، شدد حزب العمال الاشتراكي على أن هؤلاء المهاجرين يشكلون «اللبنة الأساسية» للاقتصاد الإقليمي، كونهم السواعد التي تعمل بجد في قطاعات حيوية مثل الفلاحة والبناء وغيرها، في مقابل شريحة من السكان الأصليين الذين يفضلون الاستفادة من صناديق الدعم والبطالة بدل الانخراط في هذه الأعمال.