مهرجان تيميزار للفضة: رافعة للتسويق الترابي لتيزنيت وإشعاعها الوطني والدولي

الزهرة زكي

 

يونس سركوح،

تواصل مدينة تيزنيت ترسيخ مكانتها كوجهة تراثية وسياحية متميزة بفضل مهرجان تيميزار للفضة، الذي أضحى على مر دوراته إحدى أهم التظاهرات الثقافية ذات الإشعاع الوطني والدولي. ولا يقتصر تأثير هذا الموعد السنوي على تنشيط الفضاءات العمومية أو دعم الحركية الاقتصادية الموسمية، بل يتجاوز ذلك ليؤدي دورا محوريا في مسار التسويق الترابي للمدينة وتعزيز صورتها الرمزية والهوياتية في المخيال الجماعي.

لقد نجح المهرجان، منذ انطلاقته، في بلورة صورة ذهنية إيجابية عن تيزنيت باعتبارها “عاصمة الفضة” ومهدًا لصياغة الحلي التقليدية ذات الجمالية المتفردة. فكل دورة من دوراته تشكل فرصة لتثمين الموروث المادي واللامادي للمنطقة، عبر إبراز خصوصياتها الثقافية، وعرض منتجاتها اليدوية والفنية، واستحضار التاريخ العريق لمهنيي الصناعة الفضية من أجيال متعاقبة.

في هذا السياق، يتجلى التسويق الترابي من خلال استثمار المهرجان كأداة ترويجية ذات بعد استراتيجي، تعمل على رفع جاذبية الإقليم لدى الزوار والمستثمرين وصناع القرار. كما تتيح الفعاليات المصاحبة للمهرجان، من معارض وندوات ولقاءات فكرية، فرصة لتسليط الضوء على الإمكانات الطبيعية والثقافية والبشرية التي تزخر بها المدينة ومحيطها، ما يعزز من قابلية الإقليم لاستقطاب مشاريع التنمية والاستثمار.

وتكمن قوة مهرجان تيميزار في كونه مشروعا تشاركيا منفتحا على مختلف الفاعلين، سواء من المجتمع المدني أو المؤسسات المنتخبة أو القطاعات الحكومية، مما يجعله نموذجا لحكامة ثقافية ناجعة تسهم في بلورة هوية مجالية واضحة المعالم. كما أن انخراط الإعلام المحلي والوطني والدولي في تغطية التظاهرة يسهم في مضاعفة زخمها الرمزي، وتوسيع نطاق التأثير الترابي لمدينة تيزنيت، خصوصا في سياق التنافسية المجالية التي أصبحت المدن والمجالات الترابية تخوضها على مختلف الأصعدة.

إن مهرجان تيميزار لا يمثل مجرد احتفال سنوي بالفضة كمنتج تقليدي، بل هو كذلك آلية استراتيجية لتعزيز مكانة تيزنيت في الخريطة الثقافية والسياحية للمملكة، وتثمين رأسمالها الرمزي ضمن مشروع تنموي متكامل يجعل من الثقافة والهوية رافعتين أساسيتين للتنمية الترابية المستدامة.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.