هيئة التحرير.
أثارت خطوة رئيس جماعة الناظور تخصيص موقف في الشارع العام لسيارته الشخصية، مزودا بلوحة تشير إلى أن المكان مخصص له حصريا، موجة واسعة من ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط المحلية.
المثير في القضية أن النقاش لم يقتصر على جوهر المسألة المرتبطة باستغلال الملك العمومي، بل امتد إلى تفاصيل شكلية، إذ كتب على اللوحة في البداية: “خاص بسيارة رئيس مدينة الناظور”، قبل أن يتم تعديلها لاحقا إلى: “خاص بسيارة رئيس جماعة الناظور”. هذا التغيير أضاف بعدا ساخرا للقضية، حيث اعتبره البعض تجسيدا لخلل في ترتيب الأولويات.
عدد من المواطنين عبروا عن استيائهم من هذه الخطوة التي اعتبروها تكريسا لمظاهر الامتيازات الشخصية، في وقت تعاني فيه المدينة من نقص حاد في مواقف السيارات، خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد ضغطا كبيرا على الفضاءات العمومية.
وفي المقابل، رأى بعض المتابعين أن الإجراء قد يكون بدافع تنظيم حركة المرور أو تسهيل تنقلات الرئيس لأداء مهامه، غير أن الغالبية ركزت على الرمزية التي تحملها هذه المبادرة، معتبرين أنها تعكس عقلية تضع المصلحة الفردية فوق الصالح العام.
هذه الواقعة أعادت إلى الواجهة النقاش حول حدود استغلال المرافق العمومية وأهمية ضمان المساواة في الانتفاع بها، في سياق يتطلب تعزيز مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
