بقلم: عادل حروت
إن مناقشة تعاطي الشباب المغربي مع السياسة تقتضي التطرق إلى عدد من المفاهيم الأساسية التي تحدد السياسة كعلم، والأحزاب كوسيلة لممارسة التأطير السياسي للمواطنين. فالشباب المغربي يتعاطى مع السياسة بأشكال متعددة، منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، وهي آراء يجب احترامها. فبمجرد التعبير عن مواقف وآراء ذات طابع سياسي، أو مناقشة السياسات العمومية والشأن العام، يعد ذلك في حد ذاته شكلا من أشكال التعاطي مع السياسة. كما أن الممارسة السياسية للشباب من داخل الإطارات الحزبية، التي تختلف مرجعياتها وتاريخها النضالي، تعد وجها آخر لهذا التعاطي.
وعموما، فإن الشباب المغربي ينخرط في السياسة بشكل أو بآخر، إما من داخل الأحزاب السياسية أو من خارجها عبر التعبير عن الآراء والمواقف السياسية.
أما عزوف الشباب عن المشاركة السياسية، فينبغي التأكيد هنا على أن المشاركة من داخل الأحزاب السياسية هي إشكال عام لا يقتصر على المغرب وحده، بل تعرفه بلدان أخرى مع اختلاف في نسب المشاركة من بلد إلى آخر. فالمشاركة السياسية تقتضي وعيا بالحقوق السياسية إلى جانب باقي الحقوق، وحين ينعدم هذا الوعي بالحقوق والواجبات لدى الأفراد يصبح من الصعب أن يبادروا إلى ممارسة أحد أهم حقوقهم.
كما أن المشاركة السياسية في المغرب كانت، إلى حد بعيد، محتكرة من طرف فئات المثقفين ورجال الأعمال، مع حضور ضعيف للشباب. ويعود هذا العزوف، كما سبقت الإشارة، إلى غياب الوعي لدى بعض فئات الشباب بجدلية الحقوق والواجبات، ومنها الحقوق السياسية، إضافة إلى أن بعض الأحزاب لا تمارس التأطير السياسي السليم وفق أدبياته وأخلاقياته التي تراعي بناء الإنسان، بل تكتفي أحيانا باستغلاله كأداة انتخابية فقط.