تحقيقـ24 – تيزنيت
تستعد إحدى الجمعيات بجهة سوس ماسة لمنح دعم مالي محدود لا يتجاوز 30 ألف درهم لـ”إبراهيم أكبور”، شاب من واحة أيت منصور بجماعة أفلا إغير – دائرة تافراوت – إقليم تيزنيت، لإنشاء مشروع بواحة أيت منصور القروية والسياحية. هذه المبادرة أعادت النقاش حول فعالية الدعم المخصص للمشاريع الناشئة ومدى انسجامه مع الرهانات التنموية الحقيقية في القطاع السياحي القروي.
وأوضح “أكبور” في حديثه لـجريدة “تحقيقـ24” أنه تقدم في إطار دراسة مشروعه بطلب قرض بدون فائدة قيمته 100 ألف درهم، بهدف تشجيع الشباب على الاستثمار، خاصة في قطاع حيوي يرتبط مباشرة بتأهيل الوجهة السياحية للمغرب، في ظل الاستعداد لاحتضان تظاهرات رياضية عالمية.
وأضاف أن “اللجنة المكلفة بالدعم ستعطيه مبلغ 30 ألف درهم فقط عندما يكتمل المشروع كقرض بدون فائدة، وبالتالي اعتبر أن هذا ليس تشجيع الشباب بل المساهمة في الفشل منذ البداية، لـأن المشروع إن كان يتوفر على قيمته المالية لإنشائه فلن يحتاج إلى هذا القرض، مع الأخذ بعين الاعتبار معاناة التنقل المستمرة من أفلا إغير إلى أكادير، التي تبعد أكثر من 180 كلم، بالإضافة إلى مصاريف المبيت والتنقل فـي كـل مرة”.
وأشار “أكبور” إلى أن “الظروف الراهنة تتطلب إعادة النظر في مثل هذه المبادرات بما يتماشـى مع خطابات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والعناية الملكية التي يوليها للاستثمار وتشجيع الشباب على إنشاء المقاولات، بما يحقق الفائدة الحقيقية للمستفيدين ويعزز التنمية المحلية”.
ويطرح هذا المعطى تساؤلات عدة: هل يمكن لمبلغ محدود كهذا أن يضمن مقومات الاستمرارية لمشروع سياحي يحتاج إلى تجهيزات أساسية مكلفة، ورخص إدارية متعددة، ورأس مال للتسيير اليومي؟ وهل يعكس هذا النموذج من الدعم رؤية استراتيجية للنهوض بالاستثمار القروي، أم أنه يظل مجرد مبادرة رمزية ذات بعد إعلامـي أكثر منه تنموي؟
ويؤكد “أكبور” أن “الدعم الممنوح لا يكفي لتأسيس قاعدة متينة لمشروع قادر على الصمود، إذ قد يذوب هذا المبلغ في اقتناء تجهيز واحد كـثلاجة أو فرن”، مضيفا أن المشاريع القروية تحتاج إلى مقاربة شمولية تجمع بين الدعم المالي الملائم، والتأطير الإداري والتقني، والتكوين المستمر للشباب، حتى تتحول إلى مشاريع منتجة ومستدامة.
كما يـبرز النقاش جانبا آخر على قدر من الأهمية: كيف يمكن تحقيق توازن بين الطموحات الكبيرة للشباب الراغب في الاستثمار وبين الإمكانيات المالية المحدودة للجمعيات أو البرامج الداعمة؟ وهل يكفي التركيز على عدد المستفيدين لتقييم النجاح، أم أن الاستدامة والعائد الاقتصادي يجب أن تكون المؤشر الأساسي؟
في المحصلة، يبقى الاستثمار السياحي القروي بتافراوت، كما بسوس ماسة عموما، في حاجة إلى رؤية متكاملة تجعل من المبادرات التنموية رافعة حقيقية لمستقبل المنطقة، وتعكس العناية الملكية والاهتمام الفعلي الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للشباب وتشجيعهم على الاستثمار وإنشاء مقاولات، بدل أن تتحول إلى مشاريع هشة قد لا تتجاوز حدود الصورة الإعلامية.