أطلقت جمعية تمازيرتينو، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبالتعاون مع المجلس الجماعي لأكادير، مشروعها الثقافي الجديد “في رحاب سوس” يوم الأحد 05 أكتوبر 2025 بالمركب الثقافي الحاج الحبيب أنزا، وسط حضور مميز من مختلف الفئات المهتمة بالثقافة والتراث.
بدأت فعاليات الحفل بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم قدمها القارئ عبد الله أمنصور، تلتها تحية العلم وأداء النشيد الوطني المغربي، إيذانًا بانطلاق رحلة ثقافية تجمع بين الأصالة والمعرفة، وقد شكل هذا الافتتاح مدخلاً يرسخ قيم الانتماء والهوية الثقافية الأمازيغية لدى الحاضرين.

وفي كلمتها باسم الجمعية، استعرضت الأستاذة زهرة طيفور المسار التاريخي للجمعية وأنشطتها المتميزة في خدمة الثقافة الأمازيغية وتثمين التراث المحلي.
من جهتها، قدمت الأستاذة عائشة أنزيض، مديرة المشروع، شرحًا مفصلاً حول فلسفة “في رحاب سوس”، مؤكدة على أهداف المشروع في إبراز الموروث الأمازيغي وصونه وإحيائه من خلال شراكة استراتيجية مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وتعاون وثيق مع المجلس الجماعي لأكادير.
ولم تقتصر الفعاليات على كلمات الترحيب فقط، بل شملت مشاركة ممثلي المجلس الجماعي لأكادير، المستشارة خديجة واسكة والمستشار العربي لعباد، اللذين أثنيا على أهمية المشروع باعتباره فضاءً نابضًا بالذاكرة الثقافية والهوية الجماعية، داعين إلى دعم المبادرات التي تعزز التثمين الثقافي على المستوى المحلي.
ثم انطلقت الورشة التكوينية حول الحكايات الشفوية الأمازيغية من تأطير الفنان والشاعر عمر أيت سعيد. خلال الورشة، استعرض المؤطر عناصر بناء الحكاية التقليدية، بما في ذلك الشخصيات والزمان والمكان وتسلسل الأحداث، مبرزًا القيم الإنسانية والتربوية التي تحملها هذه الحكايات.
كما شدد على أن هذا التراث يمثل ركيزة أساسية للهوية الجماعية، مشيرًا إلى التحديات التي تواجهه اليوم بسبب وسائل التواصل الحديثة وسرعة الحياة الرقمية، مما يجعل صونه ونقله مسؤولية جماعية.
وعرفت الورشة تفاعلًا كبيرًا من طرف المشاركين، الذين أظهروا وعيًا عميقًا بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الشفوي كذاكرة حية للإنسان الأمازيغي. واختتم الحفل بتقديم حفل شاي على شرف المشاركين، تخللته لحظات ودية وصور جماعية وثّقت الحدث في أجواء من الألفة والبهجة.
بهذا الافتتاح، تكون جمعية تمازيرتينو قد دشنت أولى محطات مشروعها الثقافي “في رحاب سوس”، الممتد من 05 أكتوبر إلى 30 نوفمبر 2025، بروح إبداعية ومعرفية تهدف إلى صون التراث اللامادي وإحيائه، بعيدًا عن الطابع الفولكلوري السطحي، ومقدمة نموذجًا متميزًا للعمل الثقافي الجاد الذي يربط بين الماضي والحاضر.