الصويرة تختتم مؤتمرها الدولي السادس حول التغيرات المناخية بالدعوة إلى عدالة مناخية شاملة

تحقيقـ24 تحقيقـ24

اختتمت، السبت بمدينة الصويرة، أشغال الدورة السادسة للمؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية، بعد ثلاثة أيام من النقاشات العلمية والفكرية التي تمحورت حول ضرورة إرساء عدالة مناخية عالمية وضمان انتقال طاقي عادل، خاصة في القارة الإفريقية التي تواجه آثاراً متزايدة للتغيرات المناخية.

ونُظم المؤتمر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل المركز الدولي للأبحاث وتقوية القدرات، بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش، وبدعم من عدد من المؤسسات الدولية، بمشاركة أكثر من مائة خبير وباحث من اثني عشر بلداً.

في مداخلة عبر تقنية التناظر المرئي، أشاد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة–موكادور، بالدينامية التي جعلت من المدينة فضاءً للحوار حول قضايا المناخ والمحيطات، مؤكداً أن المغرب يمتلك مكانة فريدة بفضل هويته الإفريقية والأطلسية والمتوسطية، وهو ما يمنحه شرعية في البحث عن حلول شاملة للتحديات البيئية.

وأشار أزولاي إلى أن مدينة الصويرة، بما تحمله من رمزية كـ”مدينة الرياح”، تُمثل نموذجاً للتعايش بين المعرفة والتنمية المستدامة، داعياً الفاعلين والخبراء إلى مواصلة الجهود الجماعية لبلورة رؤية منسجمة للمستقبل البيئي المشترك.

من جانبه، أكد روبرت دولغير، سفير ألمانيا بالمغرب، أن تنفيذ السياسات المناخية يتطلب توازناً بين الازدهار الوطني والالتزامات الدولية، مبرزاً أن التعاون المغربي–الألماني أصبح نموذجاً يحتذى في التنمية المستدامة والعمل المناخي المشترك.

أما محمد بن يحيى، المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، فقد شدد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة الأزمات المناخية التي تمس التنوع البيولوجي والمناخ والبيئة، موضحاً أن ترجمة الالتزامات الدولية إلى سياسات وطنية عملية تحتاج إلى حكامة رشيدة وصبر واستمرارية في التنفيذ.

وفي السياق ذاته، أبرز ممثل البنك الألماني للتنمية بالمغرب، علي البرنوصي، دور المؤسسات المالية في دعم المشاريع الخضراء، مشيراً إلى أن المغرب، رغم مساهمته الضئيلة في الانبعاثات العالمية، يعاني من آثار الاحتباس الحراري، ومع ذلك يسير بخطى طموحة نحو تقليص انبعاثاته بأكثر من 50% بحلول عام 2035.

واختُتمت أشغال المؤتمر بإصدار توصيات تدعو إلى تعزيز قدرة المناطق الساحلية على التكيف مع التغيرات المناخية، من خلال إنشاء شبكة للمدن الساحلية، وتطوير خرائط للمناطق المعرضة للتآكل، واعتماد حلول طبيعية لحماية السكان والأنظمة الإيكولوجية.

كما شهد اليوم الختامي توزيع جائزة CI2C للتميز في التواصل حول البحث المناخي، وجوائز لباحثين مغاربة شباب ساهموا في نشر المعرفة العلمية وتعزيز الوعي البيئي، إلى جانب تنظيم جلسات علمية وزيارات ميدانية وورشات تمحورت حول إزالة الكربون، الصمود المناخي، والعدالة المناخية.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ركن الإعلانات والإشهارات

أبرز المقالات

تابعنا

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.