من طنجة إلى الگويرة، ومن المحيط إلى الصحراء، عاشت المملكة المغربية لحظة تاريخية مبهرة بعد تتويج المنتخب الوطني للشبان “أسود الأطلس” ببطولة العالم، في إنجاز يؤكد أن المغرب يعيش اليوم ثمار رؤية ملكية متبصرة، أرست دعائم نهضة رياضية حقيقية بفضل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
لقد كانت فرحة الشعب المغربي عارمة، امتزج فيها الفخر بالانتماء والولاء الصادق للوطن ولجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الرياضة مدرسة للوطنية والتنمية، ومن الشباب ركيزة للمستقبل.
لكن ما لم تستسغه بعض الأنظمة المأزومة، هو أن هذا النصر الكروي لم يكن مجرد فوز في مباراة، بل كان صفعة رمزية مدوية لنظام الكابرانات الذي لا يملك سوى الحقد والحسد تجاه المغرب.
ذلك النظام العسكري المتسلط الذي يقوده شنقريحة “البوال” وتبون “المهرج”، وجد نفسه اليوم أمام واقع لا يمكن تزويره ولا إنكاره:
جـيـل “Z” المغربي الذي كانوا يتمنون أن يكون وقود الفوضى، هو من أشعل جذوة الفخر في كل بيت مغربي، ورفع راية الوطن في سماء العالم.
هذا الجيل الذي حاولت دعايتهم السوداء تشويهه، أضاء القارات بموهبته ونبله وروحه الوطنية، ليثبت أن المغرب ليس بلدا يهزم بالحقد أو يستفز بالافتراء، بل بلد يصنع الفخر بالعمل والنجاح والاتحاد.
لقد برهن هذا الإنجاز أن رؤية جلالة الملك محمد السادس في إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم لم تكن صدفة، بل كانت تأسيسا لمدرسة وطنية تصنع الأبطال، وتعيد إلى المغرب مكانته المستحقة بين الأمم.
إنها ثمرة سنوات من التخطيط، والاستثمار في الإنسان المغربي، الذي بات اليوم عنوانا للتميز والتألق على الساحة الدولية.
وإذا كان النظام العسكري الجزائري قد اعتاد الاستثمار في الكراهية والدعاية ضد المغرب، فإن المغاربة اختاروا الاستثمار في العلم، والرياضة، والبناء، والتلاحم الوطني.
وبين من يعيش على خطاب الحقد، ومن يعيش على حب الوطن، كان النصر للمغرب، ولملك المغرب، ولشعب المغرب.
إن هذا الفوز ليس انتصارا رياضيا فحسب، بل انتصار رمزي للنهج الملكي الحكيم، ولجيل مغربي جديد يكتب بعرقه وحماسه فصول المجد، ويعيد الاعتبار لاسم المغرب في المحافل العالمية.
وفي ختام هذه الملحمة المغربية الخالدة، لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الدعاء إلى العلي القدير أن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويديم عليه موفور الصحة والعافية، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وأن يحفظ الأسرة العلوية الشريفة، ويديم على المغرب نعمة الأمن والاستقرار والعزة بين الأمم.