وزارة الثقافة تطلق مشروع تسجيل “فن زليج فاس وتطوان” ضمن تراث الإنسانية

تحقيقـ24 تحقيقـ24

أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، اليوم الجمعة بمدينة سلا، عن الإطلاق الرسمي لمشروع تسجيل “فن زليج فاس وتطوان” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو، وذلك خلال يوم دراسي خُصّص للاحتفاء بهذا الفن العريق وتعزيز حضوره على الساحة الدولية.

وتجسد هذه المبادرة إرادة المملكة في صون أحد أبرز كنوزها الحرفية الأصيلة، وتثمين قيمته التاريخية والجمالية، وضمان نقله للأجيال القادمة بما يعزز إشعاعه الوطني والدولي. وفي كلمة تليت نيابة عنه، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، أن هذا المشروع يمثل “مرحلة حاسمة نحو الاعتراف الدولي بفن يزين منذ قرون أبهى المعالم المغربية، ويعكس إسهام المغرب في التراث الإنساني”.

وأوضح الوزير أن تقديم هذا الترشيح يأتي تتويجاً لجهود عديدة بُذلت لحماية الزليج المغربي، من جرده وتوثيقه إلى توفير الإطار القانوني لحماية مهاراته عبر “شارة التراث”. وأكد أن الزليج ليس مجرد عنصر زينة، بل هو تجسيد لهوية عريقة، وذاكرة حضارية، وحرفة توارثها الصناع المغاربة جيلاً بعد جيل في سعي دائم نحو الإتقان والإبداع.

من جهته، قال مدير مركز تطوان للتراث، السيد عثمان العبسي، إن العمل على تصنيف الزليج المغربي، وخاصة الزليج التطواني، استغرق أكثر من ثلاثة عقود، مشيراً إلى أن أصول هذا التراث تعود إلى ما قبل الدولة المرابطية حين عُثر على أقدم نماذجه بمدينة أغمات. وأبرز أن الزليج التطواني يتميز بخصوصيات مغربية-أندلسية واضحة من حيث الشكل واللون وطبيعة القطع، إذ لا تتجاوز أشكاله 27 شكلاً، مقابل أكثر من 60 شكلاً في الزليج الفاسي.

أما الباحث محسن الإدريسي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، فأوضح أن الزليج يُعدّ أحد أهم العناصر الزخرفية في العمارة المغربية، مشيراً إلى أن أقدم نماذجه بفاس يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، ومنها زليج مدرسة الصفارين والمسجد الأعظم بفاس الجديد. وأضاف أن هذا الفن شهد تطوراً لافتاً منذ العهد الموحدي إلى اليوم، محافظاً على أصالته ومكانته في الهوية البصرية المغربية.

وعلى هامش هذا اللقاء، تم افتتاح معرض “الزليج المغربي: رصيد تاريخي وإرث حي”، الذي يعرض إبداعات حرفيين مغاربة يواصلون حمل مشعل هذا التراث، مقدّمين نماذج تعكس تطور الزليج من جذوره التاريخية إلى تجلياته المعاصرة.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.