تتفاقم أزمة النقل العمومي على الطريق الساحلية الرابطة بين تغازوت وأكادير، حيث يسجّل مستعملو الخط مرور عشرات سيارات الأجرة دون توقف، رغم الازدحام الكبير وطول صفوف المنتظرين، في مشهد بات يتكرر يوميًا دون أي تدخل يخفف من حدّته.
ويشتكي المواطنون من تفضيل العديد من سائقي سيارات الأجرة نقل السياح المتوجهين إلى منتجعات “تغازوت باي”، على حساب الساكنة المحلية.
ويؤكد هؤلاء أن الرحلات أصبحت تُخصَّص غالبًا لسائح أو اثنين، بينما يبقى عشرات المواطنين في الانتظار لأكثر من ساعة.
ويقول أحد المنتظرين في تصريح خاص لتحقيقـ24:
“أصبحنا مجرد محطة ثانوية… السائح يحصل على الخدمة فورًا، بينما نحن نبحث عن طاكسي كأننا نبحث عن معجزة.”
هذا الواقع يتزامن مع توسع المشاريع السياحية بالمنطقة، دون مواكبته بتعزيز خدمات النقل العمومي أو توفير بدائل جماعية منظمة.
ورغم تزايد موجة الاستياء، تظل السلطات الولائية في أكادير خارج دائرة التفاعل، ما يفتح المجال لفوضى يتحكم فيها العرض السياحي أكثر من احتياجات الساكنة اليومية.
وخلال ساعة من المتابعة الميدانية، رصدت الجريدة حالة إحباط واضحة بين المنتظرين؛ بعضهم يلجأ إلى حلول فردية عبر الاتصال بسائقين يعرفونهم، فيما يكتفي آخرون بالسخرية من الوضع. أحدهم علّق قائلاً:
“إذا كان السائق يختار السائح ويترك المواطن، فربما غدًا سيطلب الطبيب 30 مليون سنتيم مقابل عملية… الكل يبحث عن الربح أولًا.”
ويرى مراقبون أن الأزمة بنيوية وليست مجرد سلوك فردي، إذ ترتبط بضعف التنظيم، غياب المراقبة، وغياب رؤية واضحة لتأهيل النقل العمومي بما يضمن كرامة المواطنين ويستجيب للضغط المتزايد على هذا المقطع الحيوي.
وتظل الأسئلة معلّقة:
متى ستتدخل الجهات الوصية لإعادة تنظيم القطاع؟ وهل يمكن فعلاً وضع حد لفوضى النقل التي أنهكت المواطنين؟
إلى ذلك الحين، يبقى عشرات الأشخاص واقفين على الطريق… ينتظرون وسيلة نقل قد لا تصل.