مهرجان مسرح الطفل بتازة ينطلق في دورة دولية جديدة تؤكد ريادة المدينة في الإبداع الطفولي

ياسين لتبات ياسين لتبات

يمنح انطلاق الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الدولي لمسرح الطفل بمدينة تازة زخماً جديداً للمشهد الثقافي الوطني، بعدما افتُتحت فعالياته مساء الثلاثاء بقصر المعرض وسط أجواء احتفالية عكست المكانة المتنامية للمدينة كفضاء حاضن للإبداع الطفولي.

وتميّز الافتتاح بحضور فني وثقافي وازن، وبمشاركة فرق من الصين والبرازيل وإسبانيا ومصر وتونس والأردن إلى جانب فرق مغربية، في طابع دولي يؤكد شعار الدورة: “أطفال اليوم… صناع مسرح المستقبل”.

وترسّخ العرض الافتتاحي الصيني أجواء الاحتفال، قبل تقديم الفرق المشاركة واستعراض البرنامج العام، في خطوة تجسّد حرص المنظمين على تقريب الفنون من الأطفال، خاصة بالمناطق غير الحضرية.

وبهذا السياق، أبرز حمزة أحادي، المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتازة، أنّ دورة 2025 تأتي بـ”طموح أكبر وانفتاح أوسع على التجارب الدولية”، مؤكداً أن الانطلاقة المميزة تعبّر عن التراكم الإيجابي الذي حققه المهرجان خلال أكثر من عقدين من الاستمرارية.

وتتجاوز البرمجة عروض المسرح لتشمل بعداً تربوياً وتكوينياً موجهاً للناشئة، عبر ورش بيداغوجية في السلامة الطرقية والروبوتيك وحقوق الطفل والصحفي الصغير والإسعافات الأولية، بما يفتح أمام الجيل الصاعد آفاقاً جديدة لصقل مواهبه وتعزيز قدراته الإبداعية.

وفي الإطار نفسه، عبّرت يالي هو، المديرة التنفيذية للمركز الثقافي الصيني بالرباط، عن اعتزازها بمشاركة فرقة “باندا”، مؤكدة أن الفن يشكّل أرضية إنسانية مشتركة تعزز جسور التعاون الثقافي بين المغرب والصين.

من جهته، اعتبر الصغيري الزوبير، عضو الوفد المصري، أن عرضهم “القناعة كنز لا يفنى” يمثل امتداداً لحضور المسرح المصري في هذا الموعد الذي ترك بصمته داخل المغرب وخارجه.

وطبع الافتتاحَ إخراج فني متقن أشرف عليه فريق بقيادة عبد اللطيف نحيلة، المدير الفني للمهرجان، حيث جرى تصميم الفقرات في قالب سينوغرافي متكامل انطلق من ساحة قصر المعرض بعروض السيرك والفلكلور المغربي، ثم مرّ عبر ممرات تتزين بلوحات تُجسّد ملوك الدولة العلوية وصولاً إلى لوحة الملك محمد السادس نصره الله، احتفاءً بعيد الاستقلال المجيد.

أما داخل القاعة، فتنوعت العروض والكلمات الرسمية في تكامل بصري وتنظيمي لافت رغم محدودية الإمكانيات.

ويقام هذا المهرجان بإشراف المديرية الإقليمية للثقافة بتازة، وبدعم من جماعة تازة وجهة فاس مكناس ومؤسسات تربوية وثقافية متعددة، مما يعزز مكانته كموعد سنوي راسخ في الأجندة الثقافية المغربية وفضاء لتبادل التجارب المسرحية بين الفرق الوطنية والدولية.

وتتميز دورة هذه السنة أيضاً ببرنامج “عالم المعرفة”، المنظم بشراكة مع اليونيسيف والمجلس الجهوي لحقوق الإنسان، والذي يشمل ورشات في الكتابة المسرحية وصناعة الأقنعة وماستر كلاس وتوقيع كتب الأطفال، إضافة إلى فضاءات تفاعلية مفتوحة أمام الناشئة.

ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الفنية انسجاماً مع التوجيهات الملكية الداعية إلى تمكين الطفولة وتعزيز دور الثقافة كرافعة للتنمية، عبر توسيع المشاركة الثقافية وإتاحة فضاءات الإبداع للأطفال. وستستمر فعاليات المهرجان إلى غاية 21 نونبر 2025 من خلال عروض مسرحية وورشات تربوية وفنية، في دورة تُعزّز مكانة تازة كعاصمة وطنية لمسرح الطفل.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.