تتوّج مدينة الفقيه بن صالح فعاليات النسخة الأولى من الأيام الثقافية والاجتماعية والرياضية، التي نظمها المجلس الجماعي بشراكة مع جمعية أم الربيع للتنمية المندمجة، تحت شعار: “روح المدينة… طاقة الشباب والإبداع”.
وقد شكّل الحدث محطة جامعة بين الثقافة والفن والرياضة والتكوين، وسط حضور جماهيري واسع أكد قدرة المدينة على احتضان تظاهرات متعددة الأبعاد.
وانطلقت فعاليات هذه الأيام مساء الخميس 13 نونبر بالمركب الثقافي في أجواء احتفالية موازاة مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، بحضور عامل الإقليم محمد قرناشي، وعدد من المنتخبين والسلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني.
وميّز الافتتاح تنظيم معرض للوثائق والصور التاريخية الخاصة بالمدينة والمملكة، إلى جانب معرض للتشكيل والجداريات، وعرض “الملحمة الكبرى” بمشاركة شباب المدينة، ثم عرض الفيلم السينمائي الطويل “قصة وفاء” الذي تناول معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف وأثار تفاعلاً واسعًا.
وتواصل البرنامج خلال الأيام الموالية بعروض مسرحية وفنية متنوعة، أبرزها العرض الوثائقي المسرحي «المعجزة» لفرقة النون والفنون، ومسرحية «الشرجم» لفرقة جمعية الفن والموضة.
وأشاد رئيس المجلس الجماعي رحال مكاوي بالحضور الواسع والمستوى الفني للمشاركين، معتبرًا هذه الدورة منصة لإبراز المواهب الشابة وتعزيز روح الانتماء.
كما شملت الفعاليات ورشات تكوينية وتربوية لفائدة الأطفال والشباب في مجالات الرسم والرقمنة والإسعافات الأولية والتوجيه، إضافة إلى دورة تدريبية في الروبورتاج الإخباري عبر الهاتف أطرها الصحافي الصديق بن زينة بمشاركة طلبة الإعلام.
ورافق ذلك تنظيم ندوات علمية حول الذكاء الاصطناعي والرقمنة والأمن السيبراني، إلى جانب ندوة حول البدائل الفلاحية في ظل التغيرات المناخية بمشاركة خبراء ومهندسين وفلاحين.
وعلى المستوى الرياضي، احتضنت المدينة منافسات دوري الأحياء في كرة القدم بمشاركة 20 فريقًا من مختلف أحياء المدينة، وانتهت بتتويج فريق حي السعادة، مع تكريم رواد محليين في كرة القدم والمدرب عثمان سداد تقديرًا لعطائهم الرياضي.
وشهدت مختلف الأنشطة حضورًا واستفادة تجاوزا 5000 مشارك، ما يعكس نجاح النسخة الأولى وارتباط الساكنة بفعالياتها.
كما عقد المجلس الجماعي لقاءً موسعًا مع جمعيات المجتمع المدني لمناقشة المشاريع والميزانيات، في جلسة امتدت لأكثر من خمس ساعات وحظيت بإشادة واسعة.
واختتمت التظاهرة بندوة خاصة حول أسرار وكواليس نجاح المسيرة الخضراء قدمها الكاتب والإعلامي الصديق معنينو، تلتها سهرة فنية لفرقتي الأنسام ولمشاهب، وسط أجواء احتفالية اختزلت روح المبادرة والانفتاح.
وتؤكد الجهة المنظمة أن هذه النسخة التأسيسية تُعد انطلاقة لدينامية ثقافية واجتماعية ورياضية جديدة، مع الحرص على إشراك كفاءات محلية شابة في النسخ المقبلة، تعزيزًا لدور الطاقات الإبداعية في الارتقاء بالمشهد المجتمعي داخل المدينة.
