ينظم مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، من 11 إلى 13 دجنبر الجاري بحرم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بالرباط، الدورة الرابعة عشرة من مؤتمره الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح المركز، في بلاغ له، أن هذه التظاهرة الفكرية الكبرى أصبحت ملتقى يجمع القارات الأربع المطلة على الأطلسي، بهدف تجديد قراءة التحولات التي يشهدها الفضاء الأطلسي وتسليط الضوء على الدور المتنامي لجنوبه في النقاشات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
وتعد نسخة 2025 امتداداً لتجربة العام الماضي التي عرفت توسيع نطاق المؤتمر ليصبح منصة متعددة التخصصات.
تحليل الأزمات العالمية… وأسئلة حول مستقبل الديمقراطية
ويركّز برنامج هذه الدورة على تفكيك الأزمات التي يعيشها العالم اليوم واقتراح مسارات إصلاح واقعية. وستخصص الجلسة الافتتاحية لمناقشة قدرة الأنظمة الديمقراطية على الوفاء بوعودها في ظل عالم يتغير بسرعة ويتسم بتراجع الثقة في المؤسسات.
ويتضمن المؤتمر تسع جلسات عامة وعشرين ورشة عمل في مجموعات صغيرة، تتيح نقاشاً معمقاً حول التحديات الجديدة التي تواجه التعاون الدولي، إضافة إلى مواضيع غير مطروقة كثيراً، من بينها المكانة الجيوسياسية للممرات البحرية التجارية ودورها في الأمن الاقتصادي وحماية النظم البيئية.
نقاشات عملية ومخرجات ملموسة
وأشار المركز إلى أن “الحوارات الأطلسية” تروم تعزيز النقاش العملي المؤسس على تبادل الخبرات، حيث نجحت في بناء مجتمع يضم أزيد من 2000 مشارك يتقاسمون رؤية مشتركة لمستقبل الأطلسي.
وسيفتتح المؤتمر بتقديم النسخة الثانية عشرة من تقرير “التيارات الأطلسية” الذي يرصد أبرز اتجاهات الحوض الأطلسي منذ 2014، تتلوه مداخلات لرؤساء دول سابقين ووزراء وخبراء دوليين.
حوار بين الأجيال عبر برنامج القادة الشباب
وبالتوازي مع المؤتمر، تحتضن الرباط الدورة الثانية عشرة من برنامج القادة الشباب بمشاركة نحو أربعين شاباً وشابة من الفضاء الأطلسي، جرى اختيارهم من بين أكثر من ألف مترشح.
وسيخضع هؤلاء لتكوين مكثف في القيادة والتفكير التصميمي قبل اندماجهم في أشغال المؤتمر، على أن يقدموا رؤاهم المستقبلية خلال حفل الاختتام.
التزام متواصل تجاه الفضاء الأطلسي
ويواصل مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد تعزيز موقعه كفاعل مرجعي في القضايا الأطلسية، خاصة عبر مجموعة الاستراتيجية الأطلسية التي أُنشئت سنة 2015 بشراكة مع مؤسسات دولية، والمشاركة المنتظمة في التقارير السنوية لـ“المركز الأطلسي” بالبرتغال، فضلاً عن المساهمة في الندوة السنوية بلشبونة التي تجمع أبرز الفاعلين في المنظومة الأطلسية.