تشهد مدينة سيدي قاسم، يوم الجمعة 19 دجنبر الجاري، تنظيم حفل جائزة السلام 2025، الذي تشرف عليه مؤسسة رحلة للفنون الحية، وذلك ابتداء من الساعة الخامسة مساء بالقاعة الكبرى للعروض، في إطار إطلاق دورة 2025 من “ملتقى السلام للفنون المعاصرة” في نسخته المتنقلة، وبحضور دبلوماسيين وفاعلين ثقافيين وفنانين وشخصيات من داخل المغرب وخارجه.
ويأتي هذا الحدث الثقافي الدولي ضمن رؤية فنية وثقافية تنسجم مع التوجيهات الملكية الداعية إلى ترسيخ قيم السلام والتعايش والانفتاح، وتعزيز دور الثقافة والفنون كرافعة للدبلوماسية الموازية، وكوسيلة لإشعاع صورة المغرب كبلد للتسامح والحوار الحضاري.
ويشكل حفل جائزة السلام محطة افتتاحية لمسار فني وثقافي متكامل، من المرتقب أن يجوب عشر مدن مغربية، في مقاربة تروم دمقرطة الولوج إلى الثقافة وجعلها حقًا مشتركًا، مع إيلاء اهتمام خاص لفئة الشباب باعتبارها محورًا أساسيًا في هذه الدينامية، وقوة فاعلة في بناء مستقبل قائم على الإبداع والمواطنة الإيجابية.
وتتزامن دورة 2025 مع الإعلان عن موعد إطلاق المنصة الرقمية “E-Salam Connect”، التي تهدف إلى إرساء فضاء تفاعلي يجمع بين الإبداع والترافع والتبادل الرقمي والدبلوماسية الثقافية، بما يتيح للمبدعين والشباب والمهتمين الانخراط في شبكة دولية تُعنى بنشر ثقافة السلام، وتعزيز الابتكار، وبناء عالم رقمي أكثر مسؤولية وإنسانية.
وتتكامل برمجة الملتقى مع مبادرات نوعية، من بينها برنامج “طريق السلام والحوار” الموجه للشباب، والذي يركز على مناقشة رهانات العالم الرقمي وقيم المواطنة ونبذ خطاب الكراهية والتطرف، إلى جانب مسابقة “سلام” التي تحتفي بالمواهب الشابة وتربط الإبداع الفني بقيم السلام، فضلاً عن لقاءات فكرية تناقش قضايا الذكاء الاصطناعي والحقوق الرقمية والإيكولوجيا والابتكار المجتمعي، في إطار رؤية تجعل من الملتقى حدثًا ثقافيًا صديقًا للبيئة.
وفي هذا السياق، أكد عبد اللطيف نحيلة، الرئيس المؤسس للملتقى، أن دورة 2025 تراهن أساسًا على الشباب باعتبارهم الفاعل الرئيسي في صناعة سلام المستقبل، مشددًا على أن الفن يظل لغة كونية قادرة على جمع المختلفين، وأن المغرب يبعث من خلال هذا الحدث برسالة مفادها أن الإبداع يشكل مدخلاً أساسيًا لبناء عالم رقمي أكثر إنسانية.
وأضاف نحيلة أن الملتقى يندرج ضمن المسار الريادي للمملكة في مجال الدبلوماسية الثقافية، عبر توظيف الفنون والصناعات الثقافية والإبداعية كوسيلة للتقريب بين الشعوب وترسيخ قيم السلم والتعايش، وتعزيز موقع المغرب كنموذج حضاري يجمع بين الحداثة والبعد الإنساني.