في تطور لافت على مسار النزاع الروسي–الأوكراني، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن موسكو وكييف أصبحتا «أقرب من أي وقت مضى» إلى التوصل إلى اتفاق سلام، وذلك عقب محادثات جمعته بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقر إقامته بمنتجع مار-آ-لاغو بولاية فلوريدا.
وأكد ترامب، خلال ندوة صحفية أعقبت اللقاء، أن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع، الذي يقترب من دخول عامه الرابع، أحرزت «تقدما كبيرا»، معتبرا أن المسافة التي تفصل الطرفين عن اتفاق محتمل تقلصت بشكل غير مسبوق مقارنة بالمراحل السابقة. وأبرز الرئيس الأمريكي أن المحادثات شملت مختلف جوانب التسوية السياسية والأمنية، في إطار مقاربة تهدف إلى وضع حد دائم للحرب.
من جانبه، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما وصفه بالتقدم الملموس في المفاوضات المتعلقة بخطة السلام التي اقترحتها بلاده، والمكونة من عشرين نقطة. وأوضح أن هذه الخطة حظيت بموافقة بنسبة 90 في المائة، مشيرا إلى أن البنود المرتبطة بضمانات الأمن الأمريكية نالت موافقة كاملة من الجانب الأمريكي.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا والولايات المتحدة، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، شارفت على التوصل إلى اتفاق بشأن ضمانات أمنية مشتركة، بما يعزز فرص الاستقرار ويضع أسسا جديدة للأمن الإقليمي في أوروبا الشرقية.
وعقب اللقاء الثنائي، أجرى الرئيسان مشاورات هاتفية مع عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وقادة كل من فنلندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وبولندا. وفي هذا السياق، أشار الرئيس الأوكراني إلى أن الرئيس الأمريكي أبدى استعداده لاستضافة لقاءات إضافية مع قادة أوروبيين، قد تعقد في البيت الأبيض خلال شهر يناير المقبل.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي في سياق دولي يتسم بتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء أحد أكثر النزاعات تعقيدا في الساحة الدولية، وسط ترقب واسع لما ستسفر عنه المشاورات المقبلة من خطوات عملية نحو السلام.