نتائج الدولة الاجتماعية والهروب في منتصف الولاية

الزهرة زكي

تحقيق24/محمد مسير أبغور

لاشك ان ظاهرة الهجرة الغير النظامية الى مدينة سبتة المحتلة والذي عرف نزوح عدد يقدر بالاف من الشباب والقاصرين الحالمين بالفردوس المفقود .فقد طرحت مشاهد عديدة ومؤسفة ليلة 15 و 16 من هذا الشهر كانت كافية لطرح عدد غير محدود من الاسئلة والذي خلاصتها انها نتيجة فجوة التباعد بين الحكومة وانتظارات المجتمع المغربي وخاصة فئة الشباب وجيل المستقبل مما تبرز اشكاليات عديدة وخطيرة الابعاد والتي تهدد السلم الاجتماعي والاستقرار الامني بالمنطقة .

هذه الظاهرة لم تكن وليدة الصدفة او في مرحلة حديثة العهد بل هي تراكمات لمشاكل اجتماعية اساسها فشل المنظومة السياسية عامة في احتواء مجتمع لا يبحث الى على كرامة وعدالة اجتماعية بسيطة لكن استمرارها وعدم الاكتراث لمخاطرها حتى اصبحت مترسخة في عقول الاطفال والشباب من الصعب اقناعهم بالعدول عن التفكير فيها وفي مخاطرها وتبعياتها على المجتمع باكمله .وهي رسالة مستعجل للدولة باكملها ومشاريعها التنموية التي لم تنتج الى البؤس الاجتماعي من خلال النمودج التنموي الغير المجدي وحصيلة لفشل مجموعة من المخططات التنموية التي راهنة عليها الحكومات المتعاقبة منذ الربيع العربي الذي عجل بنزول المغاربة للشارع وانتج سياسة شعبوية استمرت ازيد من ولايتين .

فقد اعتبر العديد من النشطاء والمراقبين كون هذه الهجرة السرية الجماعية المعلنة فيها رسائل مباشرة كون فئة الشباب والقاصرين فقدو الثقة في كل المؤسسات المنتخبة وعلى راسها حكومة عزيز اخنوش .فنتائجها ظهرت في نصف الولاية كونها كانت نتائج بمثابت انتحار جماعي واجتماعي بسبب التضخم المالي التي تعيشه البلاد منذ تولي حزب الاحرار تدبير المرحلة بدعم البام وحزب الاستقلال الحزب الحاضر الغائب .بكونها حكومة الاحباط وفقدان الثقة بين المواطنين والحكومة .فاغلب القاصرين والشباب الحالمين بالموت من اجل الكرامة هم من اسر فقيرة وطبقات اجتماعية هشة تعاني التفكك الاسري والهدر المدرسي وضعف الموارد الاقتصادية وغير ذالك من بؤر البؤس الاجتماعي .بالامس القريب كانت مقاربة امنية لاهداف اديولوجية للحد من التطرف والتغلغل الاصولي الذي مر مرور الكرام على كل مكونات الشعب المغربي .نرى من جديد مقاربة امنية جد مبالغة بدل التفكير مسبقا عن حلول جدرية واقتصادية سريعة وغير مؤجلة .فاغلب من فكرو في الهجرة الى سبتة لم يفكرو في اللجوء الى شبكات الهجرة السرية كونهم يفتقدون لموارد مالية سوى انهم لهم قدرات ومهارات السباحة بجسدهم .وامام الاغراء الكبير والصورة الذهنية الذي تشكلت في مخيلتهم عن اوروبا .

علينا ان نعترف وبصريح العبارة ان الحكومة والمؤسسات الرسمية بما فيها المدرسة والاسرة فشلت في انتاج جيل قادر على التحمل جيل يمكن ان يكتسب ثقة في نفسه وفي بلاده ووطنه . تقييم ارتفاع الظاهرة من جديد وتحولها من قوارب الموت التي حصدت ضحايا وقتلى بالالف عبر السنين والظاهرة الجديدة الذي من الممكن ان تضاعف عدد الغرقى والموتى بين المدينتين كونها اكثر خطورة من الاخرى .فعندما نعود لتقييم السياسة العمومية للعشر سنوات الاخيرة فقد تجدر الفساد في الادارات العمومية واصبحت ظاهرة هضر المال العام هي السائدة في اغبل البرامج الرامية الى الاهتمام بالشباب والاطفال عامة .

ان اغلب البرامج الكبرى الذي جائت بها الحكومات المتتالية سواء انطلاقة او فرص كلها برامج تعتبر فاشلة بكونها تعرضة لقرصنة سياسية من طرف الاحزاب السياسية وغلب عليها طابع التبعية والانتماء السياسي وهذا ما كرس كره شديد من طرف معضم الشباب الرافضين لدخول عالم السياسة كونه اصبح ممارسة غير اخلاقية داخل المجتمع المغرب مما جعله يزيد من النفور من المؤسسات وصعوبة احتوائه او تاطيره واقناعه بالمثل قطران بلادي ولا عسل الغربة .وهو ما يزيد من اجابة على تساؤلات عديدة حول تاثر هؤلاء الصغار بفكرة الهجرة الى الدول الاوربية فجوانب الازمة متعددة اهمها الاقتصادي والاجتماعي وكذالك الوضع المعيشي للاسر وغلاء الاسعار للمواد الاساسية . بالاضافة الى شبح البطالة والنموا الديمغرافي السريع .امام تقصير مؤسسات الدولة في ما يتعلق بالادماج وتاطير هذه الفئة المهمة في كل المجتمعات كونها هي المستقبل عبر تفعيل مهمة دور الشباب والثقافة ودور المؤسسات التربوية في ادماجهم داخل المجتمع .

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.