من إعداد الصحافي يونس سركوح،
استطاع الفنان الأمازيغي المغربي حبيب سلام أن يجمع بين نجاحه في المجال الفني وتألقه في عالم التجارة الدولية، ليصبح نموذجًا مميزًا للفنان المتعدد المواهب. يطرح في أعماله رؤية معاصرة للتراث الأمازيغي، محققًا توازنًا بين الأصالة والحداثة، وموسعًا نشاطاته لتشمل دعم التعليم الدولي للطلاب المغاربة. في هذا الحوار، يحدثنا حبيب عن مسيرته، طموحاته، وآرائه حول دور الفنان في المجتمع.
الحوار:
س: بدايةً، حدثنا عن مسيرتك الفنية وكيف بدأت رحلتك مع الموسيقى؟
ج: في الحقيقة، لم أخطط يومًا للدخول إلى المجال الفني. بدأت بالصدفة خلال فترة الحجر الصحي، عندما خطرت لي فكرة التعاون عن بُعد مع موسيقيين آخرين لتقديم عمل مشترك. أردت أن أجد وسيلة للتعبير والتواصل في وقت كانت فيه الحياة الاجتماعية شبه متوقفة. لحسن الحظ، لاقى هذا العمل استحسان الجمهور، وكان الدعم الذي تلقيته دافعًا كبيرًا للاستمرار وتطوير موهبتي.
س: من الواضح أن لديك شغفًا كبيرًا بالموسيقى الأمازيغية. ما الذي دفعك لدمج التراث الأمازيغي بأسلوب حديث؟
ج: بالنسبة لي، التراث الأمازيغي غني بالنغمات والقيم التي تستحق الانتشار. أرى أن التحدي يكمن في جعل هذا التراث قريبًا من الشباب، لذلك حاولت دمج الأساليب الحديثة مع الموسيقى التقليدية. الهدف هو تقديم عمل يحترم التراث وفي نفس الوقت يلامس الأجيال الجديدة.
س: لديك أيضًا خلفية أكاديمية في التجارة الدولية، كيف توازِن بين الفن وعملك في هذا المجال؟
ج: بالطبع، هذا تحدٍ كبير. حصلت على شهادة الماجستير في التجارة الدولية من جامعة في الصين، وأعمل في هذا المجال بشكل احترافي. بالنسبة لي، التوازن يأتي من تنظيم الوقت وتحديد الأولويات. أعتبر أن لكل مجال قيمة خاصة في حياتي، حيث يساعدني العمل في التجارة على استكشاف أسواق جديدة وتطوير مشاريع مبتكرة، بينما يتيح لي الفن التعبير عن مشاعري وأفكاري.
س: مؤخرًا، أطلقت أغنية “إفاو أوبريد” والتي لاقت صدى كبيرًا. ما هي رسالتك من خلال هذا العمل؟
ج: “إفاو أوبريد” هي تجسيد للبحث عن الأمل في وسط التحديات. الأغنية تعبر عن الذكريات السعيدة وأوقات الطفولة التي تجمعنا جميعًا. أردت من خلال هذا العمل إعادة الجمهور إلى تلك الذكريات بطريقة جديدة. الحمد لله، التفاعل كان إيجابيًا، والجمهور تجاوب بشكل رائع.
س: بصفتك فنانًا لديه رؤية خاصة، كيف ترى دور الفنان في المجتمع؟
ج: أؤمن بأن الفنان له دور محوري في توعية المجتمع ورفع معنوياته. الفن وسيلة للتواصل مع الناس وتقديم رسائل تتناول قضايا مجتمعية. كما أنني أعتبر أن الفنان يجب أن يكون نموذجًا للشباب، ليس فقط من خلال الأعمال الفنية، بل أيضًا من خلال الالتزام بقضايا المجتمع ودعمه.
س: أنت أيضًا مؤسس مؤسسة لدعم الطلاب المغاربة في الصين. ما الهدف من وراء هذه المبادرة؟
ج: هذه المبادرة جاءت من تجربتي الشخصية كطالب دولي. واجهت تحديات كثيرة في بداية دراستي بالصين، لذا فكرت في تقديم الدعم للطلاب الآخرين من خلال مساعدتهم في إجراءات التسجيل والتوجيه الأكاديمي. الهدف هو تسهيل تجربتهم الأكاديمية ودعمهم لتجاوز التحديات، سواء كانت ثقافية أو تعليمية.
س: ما هي طموحاتك المستقبلية في الفن وفي حياتك المهنية؟
ج: أطمح للاستمرار في تطوير أسلوبي الفني وتقديم أعمال جديدة تجمع بين الأصالة والحداثة. كما أنني أرغب في توسيع نشاط مؤسستي لدعم المزيد من الطلاب المغاربة في مختلف الدول. بالنسبة لي، النجاح الحقيقي هو القدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع، وأتمنى أن أستمر في تحقيق ذلك.
س: من هو الفنان المفضل لدى “حبيب سلام”؟!
ج: الفنان حبيب سلام لا يقتصر في ذوقه الموسيقي على فنان واحد فقط، بل يتبنى مقاربة منفتحة ومتنوعة، حيث يستمع لمختلف أصناف الموسيقى من جميع أنحاء العالم وبجميع اللغات. هذه النظرة الشاملة تمنحه إلهامًا غنيًا وتوسع آفاقه الفنية، مما ينعكس على إبداعاته التي تمزج بين الأصالة والحداثة. يعتبر حبيب أن تنوع الموسيقى بمثابة مصدر لا ينضب للأفكار والإلهام، مما يساعده في تطوير أسلوبه الخاص وإثراء تجاربه الفنية.
س:في الختام، كلمة باختصار حول الفنان “أطالياني مولا أحمد” الذي زلزل مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام ؟
ج: في رأيي أن أحمد أطلياني استطاع أن يزعزع مواقع التواصل الاجتماعي بعفويته الفائقة وأسلوبه المرح، مما جعله شخصية محبوبة للغاية. تتميز صراحته في تناول جميع المواضيع بأنه يعبر عن آرائه وأفكاره بشكل مباشر وصادق، مما يخلق جواً من القرب والتواصل مع جمهوره.
هذه العفوية والصراحة تجعله موضوع الساعة في النقاشات عبر الإنترنت، حيث يتفاعل معه المتابعون بشكل إيجابي ويشاركون آراءهم حول محتواه. إن قدرته على دمج الفكاهة مع القضايا الجادة يضفي طابعًا فريدًا على شخصيته، مما يعزز مكانته في عالم الفن ووسائل التواصل الاجتماعي.
المحاور: شكرًا لك، حبيب، على وقتك الثمين وعلى هذا الحوار الغني. نتمنى لك مزيدًا من النجاح والتوفيق في مسيرتك الفنية والمهنية.
حبيب سلام: شكرًا لكم، كان لي الشرف بهذا اللقاء.