“تالعاربات ن الطالب” .. استحضار الماضي لاستعادة القيم الاصيلة

الزهرة زكي

تحقيق24: يونس سركوح،

“تالعاربات ن الطالب”، عمل موسيقي فريد للفنان حبيب سلام، يتجاوز كونه مجرد أغنية أو أداء فني عابر. إنه بمثابة رحلة زمنية تعيد المستمعين إلى حقبة الطفولة وألعاب الصغر التي شكلت جزءاً مهماً من ذاكرة الأجيال السابقة. هذه القطعة الفنية تسلط الضوء على جوانب من الحياة التي كانت تمتلئ بالبراءة والبساطة، حيث كانت قيم التعاون والكرم تسود بين الأطفال والمجتمع.

العمل يستحضر عادة “تالعاربات”، وهي تقليد قديم مارسه الطلاب أو “إمحضارن” بشكل أسبوعي، حيث يقدمون هدايا بسيطة لفقيه المسجد، مثل درهم واحد أو بيضة، كتعبير عن الاحترام والتقدير. لم تكن هذه الممارسة مجرد فعل رمزي، بل كانت وسيلة لتعزيز القيم الإنسانية مثل الكرم والإحسان، ولتوثيق العلاقة بين الطلاب ومعلمهم الروحي.

الفنان حبيب سلام أوضح في تصريحاته لموقع “تحقيق24” أن هذا العمل هو محاولة لإحياء التراث وتذكير الأجيال الحالية بالقيم التي كانت تشكل أساساً للمجتمع. وأضاف أن “تالعاربات ن الطالب” ليست مجرد حكاية نوستالجية، بل دعوة للعودة إلى الروابط الاجتماعية الصلبة التي كانت تربط بين الأفراد، وإلى البساطة التي افتقدناها في زحمة العصر الرقمي.

تتجلى في هذا العمل رسالة عميقة تدعو لإعادة النظر في القيم الإنسانية والاجتماعية التي بدأت تتراجع اليوم. فمن خلال استحضار تفاصيل الماضي، يحث الفنان المستمعين على التفكير في أهمية البر بالوالدين، وتعزيز التآزر بين أفراد المجتمع، والتمسك بالمبادئ التي تُعدّ ركيزة لأي مجتمع متماسك.

بهذا الأسلوب، يقدم “تالعاربات ن الطالب” أكثر من مجرد أداء موسيقي؛ إنه صرخة تحث على الحفاظ على الموروث الثقافي والقيم الأخلاقية التي يحتاجها عالمنا اليوم بشدة. عمل فني كهذا ليس فقط جسرًا بين الماضي والحاضر، بل هو درس قيم يُضيء درب المستقبل.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.