فاطمة الزهراء الفيلالي: محامية شابة تجمع بين الريادة المهنية والطموح الأكاديمي

ياسين لتبات

وُلدت الأستاذة فاطمة الزهراء الفيلالي بمدينة فاس، الحاضرة العلمية والتاريخية التي شكلت عبر قرون فضاءً خصباً لتخريج العلماء والفقهاء ورجال القانون، وفي هذه البيئة المفعمة بروح العلم والمعرفة، تشكلت شخصية الفيلالي، التي اختارت منذ بداياتها الأولى أن تجعل من القانون درباً لمسيرتها العلمية والمهنية.

اختارت الفيلالي التعمق في دراسة القانون الخاص، حيث واصلت تكوينها الجامعي إلى أن حصلت على شهادة الماستر في قضاء الأسرة، وهو تخصص دقيق يلامس الجوانب الأكثر حساسية في المجتمع، باعتبار الأسرة نواة البناء الاجتماعي ومصدر الاستقرار.

وقد مكنها هذا التخصص من الإلمام بمختلف التشريعات والقوانين ذات الصلة، كما منحها قدرة تحليلية عالية في معالجة القضايا المرتبطة بالزواج والطلاق والحضانة والنفقة وغيرها من الملفات الأسرية التي تحتاج إلى مقاربة قانونية وإنسانية في آن واحد.

سنة 2020 كانت محطة فارقة في مسارها، إذ التحقت بمهنة المحاماة خلال فترة جائحة كورونا، وهي مرحلة استثنائية ألقت بظلالها على مختلف المجالات، بما فيها مهنة المحاماة التي عرفت صعوبات كبيرة بسبب ظروف الحجر الصحي وتعليق الجلسات الحضورية، غير أن الأستاذة الفيلالي استطاعت أن تتجاوز هذه العقبات بثبات وإرادة قوية، لتؤكد منذ بدايتها الأولى أنها محامية متمسكة برسالتها وملتزمة بالدفاع عن الحقوق وصون العدالة، مهما كانت التحديات.

اليوم، تزاول الأستاذة فاطمة الزهراء الفيلالي مهامها كمحامية بهيئة فاس، حيث راكمت تجربة مهمة في التعامل مع قضايا متنوعة، مع حضور بارز في الملفات ذات البعد الأسري، انطلاقاً من قناعتها بأن الدفاع عن استقرار الأسرة هو دفاع عن استقرار المجتمع بأسره، وهي بذلك تجسد نموذج المحامية الشابة التي تجمع بين الكفاءة المهنية والالتزام الأخلاقي، في زمن يتطلب من رجال ونساء القانون الانفتاح على قضايا المجتمع بروح من المسؤولية والوعي.

إلى جانب مسارها المهني، تحمل الفيلالي طموحاً أكاديمياً كبيراً، يتمثل في مواصلة البحث العلمي لنيل شهادة الدكتوراه في القانون والأسرة، فإيمانها بضرورة تطوير المنظومة القانونية المغربية، خاصة في الشق المرتبط بالأسرة، يدفعها إلى التفكير في المساهمة ببحوث ودراسات أكاديمية رصينة، من شأنها أن تقدم إضافات نوعية للنقاش القانوني والحقوقي.

إن هذا الطموح يعكس رغبتها في أن تكون المحاماة بالنسبة لها ليست فقط ممارسة مهنية، بل أيضاً مجالاً للبحث والإنتاج العلمي.

إن سيرة الأستاذة فاطمة الزهراء الفيلالي تترجم صورة جيل جديد من المحاميات المغربيات اللواتي جمعن بين صرامة التكوين الأكاديمي ورحابة الرؤية المستقبلية، وبين الحضور المهني الفعّال والطموح العلمي المتجدد.

وهي بذلك تظل نموذجاً مشرفاً للشابة المغربية التي تؤمن أن النجاح لا يتحقق فقط بالعمل الجاد، بل أيضاً بالإصرار على التعلم المستمر والسعي إلى بلوغ آفاق أرحب في خدمة القانون والعدالة.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ركن الإعلانات والإشهارات

أبرز المقالات

تابعنا

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.