نزار بركة: وثيقة 11 يناير لحظة تاريخية تعكس التلاحم بين العرش والشعب

tahqiqe24

يونس سركوح،

ألقى نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، كلمة بمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لتقديم وثيقة 11 يناير 1944 للمطالبة بالاستقلال، حيث استحضر المعاني الوطنية السامية لهذه المحطة التاريخية التي تُعد رمزاً لوحدة الصف الوطني والتلاحم بين العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال.

في كلمته، أبرز نزار بركة أن وثيقة 11 يناير كانت لحظة مفصلية في مسيرة النضال الوطني، جسدت رؤية جماعية متبصرة لقادة الحركة الوطنية، الذين التفوا حول المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، للمطالبة باستقلال المغرب واستعادة سيادته الكاملة. وأوضح أن الوثيقة لم تكن مجرد تعبير عن تطلعات الشعب، بل كانت خطوة شجاعة عبّرت عن وعي سياسي متقدم ورؤية استراتيجية لمستقبل المغرب.

وأكد بركة أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال شكل نموذجاً عملياً للوطنية المسؤولة، حيث اتحد المغاربة قيادة وشعباً للدفاع عن حقوقهم المشروعة. وقال: “إن هذه الوثيقة لم تقتصر على المطالبة بالاستقلال، بل قدمت تصوراً لمغرب حديث، قائم على مبادئ الوحدة الوطنية، العدالة الاجتماعية، واحترام التعددية الثقافية”.

وأشار إلى أن هذه اللحظة التاريخية كانت بمثابة انطلاقة لثورة شاملة ضد الاستعمار، وأعطت دفعة قوية للحركة الوطنية من خلال تعبئة الشعب المغربي، مما مهد الطريق لتحقيق الاستقلال الكامل عام 1956.

وأضاف بركة أن هذه الذكرى تمثل فرصة للتأمل في القيم والمبادئ التي قامت عليها وثيقة 11 يناير، واستلهامها لمواجهة التحديات الراهنة. ودعا إلى تعزيز روح التضامن الوطني والعمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة، مستحضراً روح الوحدة التي ميزت تلك المرحلة المفصلية من تاريخ المغرب.

كما نوه بالدور المحوري الذي لعبه الشباب المغربي في تلك الحقبة، قائلاً: “لقد كان للشباب المغربي آنذاك دور ريادي في صياغة الوثيقة والدفاع عنها، ونحن اليوم في حاجة إلى استعادة تلك الروح الوطنية لتفعيل دور الشباب في تحقيق التنمية وتعزيز مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

واختتم نزار بركة كلمته بالتأكيد على ضرورة الوفاء لقيم وثيقة المطالبة بالاستقلال، من خلال المضي قدماً في مسيرة البناء والتنمية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، معرباً عن اعتزازه العميق بانتماء حزب الاستقلال لهذه المرحلة الحاسمة في تاريخ المغرب.

وأشار إلى أن “الاحتفال بهذه الذكرى ليس فقط استذكاراً لماضٍ مشرق، بل هو تجديد للعهد بمواصلة العمل من أجل مغرب قوي وموحد، يعكس طموحات أبنائه وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل”.

بهذه الكلمة، أكد نزار بركة على أن وثيقة 11 يناير ستظل رمزاً لوطنية مغربية راسخة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة للسير على درب التضحية والعمل من أجل رفعة الوطن.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.