ارتفاع عدد الحالمين بالهجرة بعمالة المضيق

مقال رأي مسير محمد أبغور

في مشهد اصبح مألوف وانت تمر بجنبات شواطئ المضيق الممتدة من مدينة مارتيل وصولا بمدينة الفنيدق، شباب قاصر في مقتبل العمر يغامر بحياته بشكل اصبح مخيف، شباب لم يعد يأبه بالخوف من الموت، يركب مخاطر البحار غير مهتم بمصيره ولا بمصير أولياء الأمور الذين لم يستطيعوا اقناعه بالبقاء في بلده وفي حضن العائلة، منطقة انتقلت بسرعة من محاربة التهريب المعيشي الى الهروب الجماعي .

وعود المسؤولون تبخرت في مدة قصيرة اختفاء دور المجتمع المدني والأحزاب السياسية بالرغم من صرخات هنا وهناك لم يعد هناك مجال للاقناع، إنشاء منطقة تجارية حرة شبه فارغة وفاشلة بكل المقاييس ثلاث مدن يجمعها قواسم مشتركة المعبر الحدودي سبتة والذي كان ينتعش فيه ازيد من 300 الف نسمة من وراء التهريب المعيش .

اقتنعوا بفكرة الاغلاق واكتفوا بالانتظار لتنزيل البدائل لكن لمدة اربع سنوات واكثر ظهرت انياب الفقر والهشاشة، التي لا ترحم قطاعات متعددة متوقفة التعمير التجارة التشغيل حتى الصيد البحري يكابد بسبب شح البحار واندثار الثروة البحرية .

وأنت تمر بجانب هذه الشواطئ تلاحظ في كل مرة محاولات عديدة تمس للهجرة بالسباحة ووسائل بدائية من الصعب الوصول بها للضفة الاخرى، شباب من ربوع المغرب لا يعرفون المنطقة جيدة يضنون ان سبتة قريبة قرب العين لا يعرفون مخاطر السباحة لمسافة ، 9 كيلومتر من شاطئ الريفيين، اصبح من العادة ان يلقي البحر كل يوم بجثة مرمية على الرمال والصخور .اطفال قاصرين لا حديثة لهم سوى عن الهجرة بالمدارس والاحياء الهامشية لهذه المدن وسط صمت مديرين المؤسسات التعليمية وضعف الرقابة.

عجز الاباء عن مراقبة ابنائهم ..اصبح من الامور العادية أن يتوسلك شاب يريد طعاما ويعترف انه سيغامر بنفسه في البحار من اجل حلم يراوده لتحسين حاله، والغريب ان العدوة انتقلت الى صنف الاناث بشكل غريب ، في انتظار مستقبل ياتي ولا ياتي الكل يفكر في الهروب المعطل والموظف والنساء والاطفال .

عمالة تعتبر منكوبة اقتصاديا واجتماعيا اقليم يعاني التراكمات وفشل الساسة في انقاده وتنميته.الاحزاب السياسية تتطاحن حول المكاسب ..الجهات العليا المسؤولة على الاقليم فقدت البوصلة الحقيقة لحل كل المعضلات والعقبات التي يعانيها الاقليم باكمله ..كثافة سكانية كبيرة، هشاشة البنية التحتية في معظم الاحياء الجانبية للمدن الثلاثة التابعة لعمالة المضيق الفنيدق مارتيل ماعادا الواجهة الامامية ، وحدها المحضوضة بالتنمية والانارة العمومية والمناطق الخضراء رهان الجهات المسؤولة سوى انجاح الموسم الصيفي فقط وتجهيز وهيكلة الاماكن الذي سيمر منها الملك فقط اثناء تواجده في فصل الصيف ..

هذا الإقليم رصدت له ميزانيات ضخمة لم تعطي اكلها ولم يحس بها المواطن الذي يعيش في مدنه مشاريع سياحية كبيرة على الشريط الساحلي للاقليم لا تنتفع منها الساكنة ولا حتى الجماعات الترابية التي لا تجني منها سوى الفتات من الجبابات الموسمية .هذا الاقليم الذي لم يجد لحد الان من سيعتني به وسيخدمه …