المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .. ركيزة أساسية لضمان تمكين النساء القرويات في أزيلال

هيئة التحرير

يعتبر تمكين النساء في المناطق الجبلية والقروية بمثابة قيمة توجه، بشكل دائم، عمل ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وفي إقليم أزيلال، تتجلى هذه القيمة بشكل بارز، بما أنها مكنت مئات النساء المنحدرات من المناطق الجبلية والنائية من أخذ زمام مصيرهن ومصير أقربائهن بين أيديهن في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تواصل، من دون كلل، دعم المبادرات المثمرة للمرأة في هذه المناطق.

وتظل بشرى محداش، مثالا بارزا في هذا الصدد، حيث تمكنت، بفضل عملها الجاد وتفانيها، من إقناع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بجدوى مشروعها الإيكولوجي والبيئي، والذي يدعم الإدماج الاقتصادي للمرأة.

وقد قررت بشرى إحداث مشروع خاص بها للغسيل بالبخار، مكنها ليس فقط من تحقيق استقلاليتها وتولي مسؤولية حياتها، بل أيضا المشاركة في الجهود المبذولة لمكافحة نقص المياه من خلال تصميم مشروع بيئي للتنظيف بالبخار عالي الضغط، يدخل في خانة الأنشطة صديقة البيئة.

وانطلق المشروع من فكرة بسيطة قبل أن ينمو بمساهمة غير مشروطة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي قدمت الدعم المالي لهذه السيدة لتحقيق حلمها بمشروع ذاتي تستطيع به مواجهة ظروف الحياة.

وبالنسبة لبشرى المنحدرة من أزيلال، فإن إنشاء مشروع بهيمنة ذكورية جلية كان، إلى حينه، من وحي الخيال أو من باب المستحيلات على المرأة. إلا أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أنشئت سنة 2005، جعلت المستحيل ممكنا بنصرتها لقضية المرأة في المناطق الجبلية وعملها على تعبيد طريقها للنجاح وإيلائها الاهتمام اللازم لتمكينها.

وتقدم بشرى في مشروعها خدمة للغسيل بالبخار سواء للسيارات أو الدراجات النارية أو السجادات والأرائك.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأتباء، أبرز محمد بوليفع، مسؤول بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم أزيلال، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعد ثمرة رؤية ملكية مبتكرة ومتبصرة، تهدف إلى النهوض بريادة الأعمال النسوية، وتعزيز تمكين المرأة في المناطق القروية من خلال التصدي لمعيقات التنمية وجعل الإدماج السوسيو – اقتصادي والشامل للنساء العمود الفقري لها.

وأشار إلى أن هذا المشروع، الذي يندرج في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، استفاد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2022 بمبلغ 100 ألف درهم، مشيرا إلى أن المشروع مكن صاحبته من فرض ذاتها، وتوفير خدمات عالية الجودة، وكسب ثقة زبناء المنطقة وخارجها نظرا لميزة ما تقترحه.

ولم تخف بشرى محداش سعادتها، وهي تحكي للوكالة، عن مشروعها الذي ساعدها على تمكينها والانصهار في الحياة المهنية، معربة عن طموحها لرؤية مشروعها يتوسع، وعن أملها في حضور نسائي أقوى في مشاريعها.

وتهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى مواكبة الشباب حاملي المشاريع وتنمية روح المبادرة لديهم، من خلال تطوير جيل جديد من المشاريع، على غرار مشروع بشرى محداش الذي يشكل مثالا بارزا للمبادرات ذات القيمة المضافة الحقيقية على المستوى المحلي.